في تلك الغرفة المخملية بأثاث مكتبي أسود راقي حيث يقبع اله الجمال وراء مكتبه بملامحه الفتاكة و رجولته الطاغية ،بأنف شامخ وشفاه دقيقة تحيطها لحية خفيفة حول فكه الحاد وتهيم في عينيه الزرقاء كزرقة البحر التي يغلفها الجمود و بحر الغموض .
ممسكا بين أصابعه الغليظة سيجارة فاخرة مستنشقا اياها و بجانبه كأس النبيذ العتيق لينفث دخانها و يلمح غيمة ذكرياته بينما يلوح أمام عينيه طيف الماضي الآليم .حيث أذاقته الحياة عذابها ومرارة كأسها بجرعات قاتلة.
ولعل الحياة لم تشفع له لتذيقه نبيذ "العشق والتملك وتسكره الهوس نحو من امتلكت فؤاد قلبه '" فيروزته جوهرته النادرة ألماسته" كما يلقبها
"كاترينا' زوجته ، حبيبته ،تلك المرآة صاحبة عيني الزمرد والأنف الشامخ بكبرياء جعله أسير عشقها ،وتلك الشفاه الخمرية التي تسكره .وآاااه، وآاااه من ذلك الجسد ،اللعنة و تبا لها و لذلك الجسد العين ذو انحناءاته البارزة و مفاتنه القاتلة يغويك لتمارس الرذيلة معها و تنصر معها .
ليعود الى وعيه نافضا أفكاره المبعثرة على طرقات الباب ،ليقف بقامته الرجولية ويطفأ سيجارته كانطفاء ذكرياته.ويحمل بيده الاخرى كأس النبيذ ويتقدم من شرفة مكتبه بقامته الشامخة كشموخ الجبال ويرتشف رشفة منه رامقا امبراطوريته .
:"أدخــل".