"ما بكِ؟ ألا ترينَ بأنني أنتشلك من مستنقعٍ قذر إلى مياهٍ نقية ، وافقي هيا فلكِ كلّ ما تريدينه! " قبضة يده الضاربة كتف أنسيل وحدها التي تعرف مدى الضرر الذي لم يعد يحَّتمله ما زال متعقِّلاً . . ما زال يسعى للتحكُّم برغباته . . ما زال بارعاً في العودة عن إظهار غضبه استرجعت يدها إلى حضنها بجانب يدها الأخرى و بهدوءٍ نطقت برغبتها السابقَة " دعني أذهب بهدوء" و الأمر المعطى إلى أنسيل بإعادتها إلى ذات المنعطف الذي أخذها منه، تحاشتهُ سيلينا بمجرد خروجها إلى الشارع ، خطت بخطواتٍ سريعة إذ أنها ترى نفسها مختلفةً عن هذه البيئة ، الشوارع مختلفة و الأجساد غريبة و الروائح داكنة فتِلكَ البيئة لم تكُن مُناسبةً لمشرّدةٍ مثلها منذُ البداية !