مطارد الليل / Joseph the Butcher
18 parts Ongoing كانت تتوسل، صوتها مبحوح، متقطع، كأنها بالكاد تجد الهواء لتكمل كلماتها. يداها المرتعشتان تحاولان التشبث بأي شيء، لكن لا شيء سينقذها الآن.
ضحك القاتل، ضحكة لم تحمل أي ذرة من الإنسانية. كان وجهه مغطى ببقع الدم، عيناه تلمعان بجنون، كأنه يستمتع بكل لحظة. أمسك ذقنها بأصابعه الباردة، أجبرها على النظر إليه، ثم همس بصوت ناعم، لكنه مشبع بالرعب:
"أتعلمين ما الفرق بيني وبينك؟"
شهقت، لم تستطع الإجابة، دموعها تنساب بصمت، لكنه لم يكن يحتاج إلى رد. مرر السكين ببطء على وجنتها، ضاغطًا بما يكفي ليترك خدشًا صغيرًا، ثم ابتسم وقال:
"أنتِ تخافين الموت... أما أنا؟ فأنا أعيش لأجله."
ارتعش جسدها تحت قبضته، فهز رأسه بخيبة أمل مصطنعة، ثم تابع:
"لا تبكي... لم أصل إلى الجزء المؤلم بعد."
ثم، في لحظة، غرز السكين في جسدها، ببطء متعمد، كأن كل ثانية كانت بالنسبة له متعة لا توصف. لم يكن يبحث عن قتل سريع... بل عن لحظة يرى فيها عيني ضحيته تمتلئان باليأس، اللحظة التي تدرك فيها أن لا مفر، أن هذا هو مصيرها، وأنه... لن يرحمها.
ابتعد قليلاً، تأمل جسدها المتشنج، ثم تنهد وكأنه محبط:
"ظننتكِ ستصمدين أكثر... خيّبتِ ظني."
ثم، دون أي تردد، رفع السكين مجددًا... واستمر الليل في ابتلاع صرخاتها.
---
ثم، بينما كانت الحجرة تغرق في صمت الدماء وصرخاتها