إلى فقيدتي .....أمي دعينا يا أمي نخون الموت و نلتقي مجددا دعينا نخون كفنك و نتعانق من جديد كالسابق دعينا نخون ترابك و زهرة الياسمين التي فوق قبرك ونتقابل يقال يا أمي إن أصعب الآلام التي قد تصيب الإنسان هي الإصابة بالحروق وأنا أقول إن أصعبها هو فقدانك فقدان لا يشفى بالأدوية و لا يشفيه الزمن فقدان لا يشفيه سوى رؤية وجهك الأبيض و رؤية عيناك اللوزيتان لا اعلم إذا كنا سنلتقي عن قريب أو لا لا اعلم إن كنت سأتدفأ في حضنك مجددا أم لا لكن كل ما اعرفه يا أماه أن أبواب الجنة قد أغلقت في وجهي يوم ذهبت من هذه الحياة و فتحت بدلا منها أبواب الشوق و العذاب و أفضل أن انعتها بالجحيم المؤقت صدقيني يا أماه مرت هذه السنوات الثلاث و كأنها دهر بعد موتك كل يوم يسقط مني جزء فأنت الوحيدة القادرة على ترميمي كل يوم يمر انتظر فيه عودتك موهمة نفسي و أقول انك ستعودين وان موتك لم يكن سوى تمثيلية مبدعة تستحق جائزة الأوسكار في أخر اليوم استيقظ من خيالي وأعود إلى واقعي المرير و ادخل في نوبة بكاء لا يوقفها سوى نعاس يتيمة أرهقها الانتظار تغيرت يا أمي و ما كان وراء تغيري سوى يقيني باني بقيت وحيدة بعد فقدانك تغيرت عندما صدقت انك ذهبت للأبد يا غاليتي و مع ذلك استمرت الحياة بعدك لكن بدون نبض يا أمي وأصبحت الأوقات وAll Rights Reserved