و أمّا بعد إغفاءةٍ..سأرفرفُ نحوَ بيزا المائل..و أشيّدُ لكِ في أعلاهُ لوحةً بيضاء و ريشةَ عنقاءٍ و ألوانًا من جُنيحاتِ الفراشاتِ و دموعِ المزهريّاتِ المُهشّمة إذ لا تمّحي فيما تخُطّين.. إحزمي شعركِ المُلفلفَ و بحركاتكِ الإنسيابيّةٍ أرسمي و زوّقي لي المسرح الرّوماني الذي نُطِلُّ عليهِ و بعدها هاتيني اللوحةَ و لنختم عليها بقُبلتانِ متعانقتانِ و لنجعلها وثيقةَ إستقلالِ أرضِ أحلامِنا من دكنةِ عجرفتِهِم.. سنهبِطُ نحو شوارع روما العتيقة بأحجارِ طريقها المستطيلة المُعبّدة..نُهرولُ و نضعُ حلوى الأعوادِ و الماصّة في قُبّعاتِ العازفين الجوّالين بالأكورديون و الفيولون و نُعلّقُ على آذانهم نُوّارًا زاهيًا.. و سنوزع الأسطوانات العتيقة على العجائز المختلين بأنفسهم في الحدائق العامة..و نُنهي أمسيّتنا بإنصاتةٍ لترانيم الملاعقِ الرّهيفةِ على الفناجينِ الرّخامية.. و بعدها.. سنُعمي الآدميين عنّا..و نقوم بخلعِ كلّ صناديق البريد اللُّندنيّةِ على شُرُفاتِ المعابِر..سنفتحُ الرّسائلَ و نأخُذُ رسالةً يُصرّحُ فيها بالحبّ لأوّل مرّة.. سنُعطِّرُها برائحة زهور الفانيلا و زخّاتِ المطَرِ لنُزيلَ عنها روائح الخجَلِ..و نُعيدها كيرَقةٍ لشرنقتِها.. سنأخُذُ رسالةَ فراقٍ..نفتحُها فتنُزّينَ عليها بضع دمعاتٍ لتترُك
1 part