ركضت حتى كادت أنفاسها تنقطع، و شعرت برجليها غير قادرتين على حملها، لتسقط خائرة القوى مستسلمة لذلك الظل المظلم الذي يطاردها بشراسة، و أغمضت عينيها ما أن سمعت وقع أقدامه الدانية منها، انحنى ليقابل وجهها، ثم أبعد خصلات شعرها الأسود عن وجنتيها، و مسح دموعها التي لطخت وجهها، قائلا -" إنها الواحدة بعد منتصف الليل .. بم يذكركِ هذا التوقيت " إرتفعت شهقاتها، و حاولت كتم صوتها ليردف بصوت تملكه الخبث و الخذلان -" لن تحصلي على البطاقة الرابحة بعد الآن " ليرتفع صوت صرختها التي تصم الآذان و تظهر ابتسامة نصر على وجه الآثم، لظنه أنه الشاهد الوحيد على فراق روح تلك الجثة الباردة عن جسدها، غير منتبه للعيون التي تراقبه عن كثب _______________ 《 21 حزيران ( يونيو ) 2018 》 الغلاف من تصميم المبدعة DawshetKottabAll Rights Reserved