ملاحضة : هذه القصة قد تحتوي بعض العبارات الخادشة للحياء وبعض الجمل باللهجة العامية العراقية لتصوير الواقع بأوضح صورة ممكنة . جيشنا العظيم ذلك الجيش الذي لطالما كان سورا يحتمي به الوطن وأملا تُعلق به الآمال في المحن , ذلك الجيش الذي دفع عنا شر الارهاب يقف اليوم بالضد منا لمطالبتنا بحقوقنا , فيا عجبا كل العجب من حقوقٍ تُطلب وظلم يُعطى!! وكأن المفاهيم قد انعكست لدينا ! يستقبل المسجد أمامه بصيحات وهتافات من الحاضرين ليجلس على منبره ويكاد ذقنه يلتصق ببطنه من فرط ما يأكل ويتكلم مع الحاضرين المنخورين من الفقر عن الزهد , والقناعة , والرضا والتسليم بما اعطانا لله ! وكأن هؤلاء نسو اوتناسو أن مقياس التفضيل الالهي هو السعي لا التسليم (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) ﴿٣٩ النجم﴾ يجلس ذلك المثقف على شاشة حاسوبه ليغرد بتلك الكلمات العذبة عن العدل والحقوق والمساوت والحرية بعيدا عن من يطالبون بها على ارض الواقع ! أفتح عيني ولا أشعر بجسدي المضرج بالدماء رأسي , يدي, قميصي الممزق كلها مليئة بالدماء لا أعرف موضع الألم أشعر وكأن جسدي محطم ماديا وقلبي منكسر معنويا جالسا في غرفة لاتسعني وتمنعني من الوقوف لدنو سقفها وكأنها قفصا مهيئ للبهائم وعلى جانبها نافذة مكسورة يدخل منها الهواء البارد لا