بيلادونا من أكثر الأزهار سمية على الأرض، استخدمها البشر كسلاح ضد بعضهم البعض فتصنع بها رؤوس سهام مسمومة تحول أقوى رجل إلى جثة هامدة، وكان ذلك اسمها، ولأن كل شيء مكتوب كان قدرها مثل اسمها، تبقى خفية عن أعين الناس إلي أن يأتي وقت استعمالها، عاشت طيلة حياتها وهي لم تروى من الحب سوى بضعة قطرات يمكن عدهم على الأصابع وفي النهاية كاد وحش الفراغ والوحدة أن يقتلع روحها من جسدها، لكن رين تدخل ورواها إلى الحياة مجدداً، هوست به بيلادونا ولم تحبه ذلك الحب البدائي الذي يتفاخر به البشر منذ فجر التاريخ؛ فاحتياجها إليه كان أعظم من ذلك! بالنسبة لها كان هو أشعة الشمس الدافئة التي تبقها حية، وجوده في عالمها مسألة مصيرية اما حياة أو موت، ولكن هل سيتحمل رين مسؤوليتها أم سيتركها للفراغ ينهش وجودها وهي حية؟
اصبحت حفلة اليخت عبارة عن رصاص متطاير بدل البالونات ، صرخ الجميع وهم يخفضون اجسادهم للأسفل محتمين ببعضهم البعض بينما يخت آخر قد اصطدم بهم ليروا بعض الأرجل التي تنزل بإتجاههم ، "كارين هل سوف نموت"أردفت أماليا وهي تبكي وتتشبث بصديقتها التي ترتجف كحالها، رفعت اماليا عيناها نحو الرجال بملابسهم السوداء قد أنتشروا بداخل اليخت وهم يوجهون أسلحتهم نحو اصدقائها ، لتنتبه للرجل الذي جلس على الأريكة التي تتوسط القارب يتلاعب بسلاحه رفعت انضارها نحوه لترى شاب ربما في نهاية العشرينات بشرة حنطية لحية خفيفة و شعر بني يتلاعب به الهواء الطلق لكونهم في وسط البحر،لتخفض نضرها بسرعة وهي ترى بإن انضاره توجهت نحوها لتستعيد وعيها وهي تعي بإنهم مجرمون وربما يؤذونهم ، "اتمنى إننا لم نخيفكم كثيراً"نطق صوت أجش بسخرية ولم يكن سوى ذلك الذي يجلس على الأريكة بهيبته ، سخرت أماليا للحظة وهي تشتمه بداخلها للرعب الذي يسببونه لها ، اشار لأحد رجاله وهم يسحبون الشاب الذي بجانبها لقد كان فيكتور الذي بدأ يقاوم بوحشية وهو يحاول التملص من يدهم الا انهم كانوا كالجدران ، ليتوقف عن التخبط وهو يرى بإن الرجل الذي كان يجلس قد نهض وهو يوجه السلاح نحو رأسه بينما قلبها يرتجف وهي تبكي بقوة واضعة يديها على اذنيها تنتضر إطلاق الرصاصة ..