يقول رجل أن ضربني أحدهم بمنساة أسفل رجلي من الخلف بينما كنت أسير في الطريق فشعرت بالغضب الشديد ثم التفت بسرعة لأري من الذي ضربني و لماذا ؟ تفاجأت بأن هذه الضربة أتت من عصا رجل أعمي يتحسس طريقه بعصاه ؛ فتحولت كل مشاعر الغضب تلك الي مشاعر شفقة علي هذا الرجل و خيبة بما كنت أظن ثم اخذته الي المكان الذي يقصده . عندها أيقنت أن مشاعر الانسان تتغير عندما يغير فهمه و تحليله للمواقف ؛ أتخيل هنا كم ظلمنا أناسا لم يكن قصدهم ما فهمناه ! و بسبب سوء الظن ماذا فعلنا نحن غير كرهنا لبعضا و قل لقائنا فقطعنا الأرحام و هجرنا الأحبة ، فكم كنا نجهل أن في حسن الظن راحة للبال و القلب و سلامة للعلاقات . يقول الله سبحانه و تعالي حيث اختصر جل علاه فن التعامل مع اللآخرين في ثلاث عبارات قرآنية : خذ العفو ، و أمر بالمعروف ، و أعرض عن الجاهلين فكم من مصيبة يصرفها الله عنا بسبب عمل خيري قمنا به و أحسنا الظن بمتلقيه و نسينا هذا العمل ؛ لكن الله لا ينسي و ذاك الانسان المتلقي لم ينسي بسبب حسن ظنه فمهما كانت الظروف في الحياة فلنجعل لنا معروفا فيها . لان البعض يظن أن الجميل في هذا الكون فقط من بعيد ان اقتربنا اختفي كل ذلك الجمال تدريجيا ، و لكن دائما ما ننسي و نغفل عن شيء و هو أن هذه الحياة هي محطات و الأشخاص فيها عابرون فنحن مغادرون و هم أ