قبل عشر سنوات ، لم أكن أفكر ابدا في العالم ، كيف يمضي ، هل انا جيد و طيب ، و كيف أخلد اسمي بين الأجيال ، جميع هذه الأسئلة اسرار . لاكن اكثر سؤال حيرني ، هو هل علي أن اكتشف هذا في وجهت نظر شاب لا يملك عائلة ليس لديه ما يخسره ابدا ، قررت أن اكرس حياتي لمعرفة هذه الأسرار . ركبت قطارات و جبت حقولا و جبالا ظننا مني انني سأجد الجواب . لاكن كل ما نتج عندي هو تعب و هموم السفر . و لاكنني في الطريق الواسعة و بين جبل كبير و نهر طويل ، قابلت عجوزا كبيرة في العمر هذا ما توضح لي من شعرها الشائب و التجاعيد الكثيرة على وجهها ، كانت تريد أن تأخذ بعض الماء العذب من النهر توجهت لها و ساعدتها في حمل الجرة و عبأتها بالماء لها ، فقالت : " شكرا لك ، فمن النادر أن أجد شابا من شباب اليوم يساعد الكبار و يعينهم " . فأجبتها : " يا جدة انني لم اقم سوى بملئ الجرة بالماء من النهر ، فلا داعي لشكري فأنا أحب مساعدة الآخرين " . قالت العجوز بتأني : " العالم يتغير و الايام تجري بسرعة ليس هناك فارق طويل بعد اليوم و الامس سوى غفلة ليلية لم تدم للحظات ، ما يبقى من هذه سوى عمل صالح تساعد به الآخرين ، هذا ما يخلد اسمك بين صفحات الأيام السريعة " . قبلة جبين العجوز و يدها و ذرفت دمعة ذكرتني بوالدتي بشعور للعطف و الحنين و الاشتياق ، ابتسمت العجوز و قالت : " هاذه دمعة شوق و هذا صدر لم يذق الحنان الكافي " ، فأجبتها و انا اذرف دموعي : " انني لا أريد سوى أن تعود بي الأيام لأعيد الالتقاء بأمي و اضمها " . فقالت : " العالم مخيف و سيء يأخذ منا كل من نحب " ، فقلت : ما اخذ منك العمر يا جدة : " قالت سلبني اغلى شيء " ، فقلت : " المال " ، قالت : " لا " ، فقلت الاحباب " : " قالت : " لا " ، فقلت : " ما اخذ منك العمر يا جدة " ، قالت : " اخذ مني شبابي و طفولتي ، لم ابت قادرة على مساعدة الآخرين و اعانتهم ، لم اعد قادرة على تخليد اسمي بعملي الصالح ، اجبتها : " فعلا ، انتي مخطأت تماما ، لقد خلدتي اسمك في صفحات ذهني ، لن اصير قادرا على نسيانك ما حييت ، شكرا جزيلا " ، فقبلت يدها و هرعت مسرعا الى البيت . و انا وجدت جوابا لأسئلتي . مضت الايام بسرعة هائلة ، أصبحت اعمل حدادا ، و تزوجت من إحدى فتيات قريتي ، بات عندي اولاد و صرت اروي لهم قصة والدهم و الجدةAll Rights Reserved