مرحبًا مجددًا، اليوم هو الثلاثاء في احدي ليالي ديسمبر الغائمة ولا اعلم تحديدا أي يوم في الشهر ولكنني أعلم أنه عام ١٩١٥ كما أنني مدرك أنه اخر أيامي. نسمات هواء باردة تلامس وجنتي مسببة الشعور ببعض اللسعات خصوصًا في الأجزاء المتورمة والنازفة بها،جسدي الهزيل لم اعد استطيع صلبه واستسلمت لارتخاء عضلات جسدي المعلق ورقبتي لم تعد تقاوم شعور الحكة القوي بسبب خشونة الحبل الملتف حولها. نظراتي التائهة معلقة بالارضية الخشبية القامعة تحتي وقطرات دمائي قد حفرت أكثر من مجرى عليها بالفعل. "انتباه" قيلت بصوتٍ مرتفع كفاية لاخراجي من غرقي بأفكاري وبطرف عيني لاحظت صعود الجنرال درجات المشنقة...ها قد حانت لحظة تنفيذ حكمي. في تلك اللحظة لفت نظري وشاح أحمر داكن بين الحشود،ذلك الوشاح أعرفه جيدًا وعلى الرغم من مئات الأمتار بيننا الا أنني أعرف رائحته،مازالت تتخلل أنفي،أشعر بملمسه بين يدي،أُصلي وأدعي أن يتنحى الوشاح جانبًا لرؤية تلك العينين،هل بدأت أهذي؟! أم أنك قررتي زيادة عقابي بوجودك. _"استعد." الكلمة قيلت وصوت سحب اجزاء البنادق دوى صداه في أذني،اغمضت عيني وحاولت أخذ نفس عميق لآخر مرة ولكن الدماء الجافة في أنفي حرقتني،انظري إلى أين اوصلتني مشاعري يا لونا...فلتكتبي على حجر قبري قام بغزو أرضي فغزوت قلبه.