كل شيء نعتقد إننا نسيناه يستوطن أعماقنا في ذلك الصندوق الذي ما إن يفتح حتى تتغير كل قوانين الطبيعة، يولد الماضي في الحاضر ويبعث الأموات من جديد وتتصبب أجسادنا عرقًا في برد الشتاء ونرتعش بردًا في حر الصيف.
في مكانٍ لا تبلغه الأقدام،
حيث تُصفّد الأصوات ويُحبس الضوء خلف أهداب الظلال،
يزحف البرد ككائنٍ أعمى،
يلمس الجدران بأصابع من ذكريات منسية،
ينبش الصمت كما تُنبش القبور،
ويهمس في الفراغ بأنّ ما نُسيَ هنا،
لم يمت، بل تغيّر، تحوّل،
وانكمش في شقٍ ضيق بين النبض والجنون،
يرقب من ينتعل الطمأنينة،
ويضحك كلما اقتربَ أحدٌ وهو يظن أن لا شيء خلف
هذا الباب سوى العدم......