كان يعتقد أن قلبه من حديد، أسوار عالية تحيط به. حتى جاءت هي، الملاك الذي أسقط هذه الأسوار والأبواب، فارتاح قلبه بحبها الذي أشعل نيرانًا بداخله، ليتحول هذا الحب إلى امتلاك جنوني، حب لا يوصف بكلمات. ولأول مرة ينبض قلبه لفتاة، تلك الفتاة التي اقتحمت كل الأسوار حتى عبرت إلى قلب الملك.
إنه "مالك الغابة" الذي لا يعرف الرحمة أو الشفقة أو حتى الحب. كان مجرد إنسان من جليد، ثعبان يتلوي بين الناس والمجتمع ليحقق أهدافه. كان مجنونًا، قاسيًا، شيطانًا على هيئة إنسان. ظل هكذا حتى أتى له "حورية من الجنة"، الملاك الذي بعثه الله ليكون سببًا في تغيير هذا الملك وهذه الغابة.
كانت تؤمن أن الخير والحب والعطاء والتسامح، والرضا بما يكتبه الله، هو السعادة الحقيقية. خصوصًا القرب من الله، والالتزام بالدين والحق. كانت تتمنى أن يبعث لها الله الزوج الذي يقدرها ويحتويها، وأن يكون هو الفائز بقلبها، رغم قسوته وبروده تجاهها. ولكن قلبها لن يسكن إلا لهذا القلب القاسي، حتى وقعت في حبه، ومن هنا بدأت رحلتها معه. رحلتها لصراع طويل معه، من أجل تغييره للأفضل.
رغم أن الشر قد يحقق انتصاراته، إلا أن الخير سيظل ينتصر في النهاية مهما طال الزمن
اقترب منها بعد أن رأى دموعها تسيل على خديها، فصرخ قلبه بحبها وخوفه عليها