" صدقيني يا صديقتي ستطحنك الاقدار، ستعجنك الحياة عجنا ً ، وستدركين يوما ً أنني لطالما كنت على حق. " عجيبة هي الأقدارُ! ننسج آمالاً بخيوط الأماني, فتنقضُ الأقدار ما غزلْناه, وتُمزِّق ما نسجْناه، كم بدَّدتِ الأقدارُ أحلامَنا وآمالنا, فتلاشت وانتثرت, ولم نستطع جمعَهَا في عِقد الحياةِ من جديدٍ! الأقدار هي التي تُخبِّئ للفتاة زوجًا ينغّص عليها عيشها وحياتَها, ويسقيها من لُجَجِ العذابِ غُصصًا في كؤوس من العلقمِ المرير، وهي الَّتي تحمل للفتاة زوجًا وفيًّا محبًّا مخلصًا, يصوغ لها من أيَّامها عِقْدًا لؤْلؤيًّا في سِمط السَّعادة, وياسمين السّرور, ويجعل من سنوات حياتِها جنانَ نعيم وارفةَ الظَّلال. الأقدارُ, وما أدراك - أيّها القارئُ الكريمُ - ما الأقدارُ؟! سرورٌ عند قوم, وحزنٌ عند آخرين, حياةٌ عند قوم, وموتٌ عند آخرين, شقاءٌ وبؤسٌ عند أناس, ونعيمٌ وحبورٌ عند آخرين, نجاحٌ عند قومٍ, وفشلٌ عند آخرين. هل تحكمنا الأقدار أم نحن من يرسم مسارها؟