لا شك أن طائفة صالحة ممن تمارس نشاط الكتابة، يداهمها على فترات متباينة شعور غامض، شعور يحمل بين طياته شحنات سلبية تكفي لدفع المنخرط في التجربة الكتابية لأن ينحى على نفسه باللائمة، هذا اللوم الذي ما يفتأ يتحول إلى غضب وتمرد على شيء ملفع بسدف الغبش. في الواقع يصعب توصيف هذا الشعور، وبالتالي تصعب تسميته أيضا، غير أن الأقرب إلى الطبيعة النفسية للكاتب، أن نطلق عليه سمة "ذنب الكتابة" أو "ذنب ما بعد الكتابة" على غرار قولهم: "اكتئاب ما بعد تحقيق الحلم" حيث يلفي المرء نفسَه بعد تحقيق هدف كان منشودا، في مواجهة ثقل الذات؛ لذلك يهرول فيسرع فيرسم لنفسه حلما آخر يفر إليه، هروبا من نفسه ومن وطأة جاثوم الزمن. يAll Rights Reserved