جلست خلف مكتبها تراجع بعض الملفات، لتتقدم منها طفلتها حاملة لعبة محشوة، و تقول ببراءة بعد أن جلست في حضن والدتها -" أمي لقد جاء رجل إلي صباح اليوم إلى المدرسة، غريب لا أعرفه، سألني إن كنت ابنتك و حين أومأت له إيجابا، قال لي جملة لم أفهمها " قضبت حاجبيها باستغراب لتقول -" ماذا قال لك ؟! " -" لو عرفت بحبها لي قبل فوات الأوان، و لو نبض قلبي قبل يوم زفافها، لكنت تشبهينني " إرتبكت و تلعثمت و توقف عقلها عن العمل، لتقول لها -" و هل قال شيئا آخر ؟! " -" لا .. لا شيء آخر، قدم لي لوح شكولاطة ثم رحل " مسحت على شعر ابنتها لتقول بتوتر -" لا بأس بنيتي، لابد أنك تشبهين إحدى قريباته، لكن لا تحدثي الغرباء مجددا " -" حسنا أمي أعدك " رفعت بنْصرها رمزا للوعد، ثم خرجت من مكتب والدتها، لتترك هذه الأخيرة في متاهة لا مخرج منها، لقد عاد ليطفأ آخر شمعة أمل في حياتها . _____ الغلاف من تصميم المبدعة DawshetKottab 💛