ها أنا الآن وحيدة في ظلمة الليل، وصل الثلث الأخير، الكل نائم، ماعداي انا و بعض البعوض، نادرا ما أسمع حسا، هذه فرصتي حتى أستنشق هوائا نقيا و أطلق العنان لأنفي، مسكين هو، مرت مدة طويلة لم يستشعر النقاء بأي شكل، أذكر أن المرة الأخيرة كانت فوق صخرة مقابلة للبحر، كان ذلك حقا يوما جميلا، لكن لا مجال عندي الآن للذكريات، حاليا لدي فرصة و لن أضيعها، تسللت على أطراف أصابعي و وضعت شال رأسي بإحكام، فتحت الباب و خرجت لتداعب أنفي الأجواء الليلية المنعشة، كان ذلك الباب باب شرفة غرفتي لا أكثر، لست بذلك المستوى من الوضاعة حتى أخرج في منتصف الليل، حتى ان كان ذلك معقولا، عندها كانت مبادئي ستحرمني و تبقيني سجينة الغرفة، سندت ذراعاي على الشرفة و أخذت أستمتع بتلك اللحظات قبل أن أعود الى سجني الذي يفتح المجال للخروج فقط بالموسم الدراسي، كنت لأكون متمردة محترفة، لولا أن خجلي يطغى على تفكيري، لا بأس، فأنا أستمتع بحياتي على كل حال، كنت في الصباح قد صبغت أظافري بلون أحمر فاقع، نظرت إليها و قد بدت لوحة فنية ندية، مع إمتزاج اللون الأحمر مع لون أصابعي البيضاء، تلوح فوقها الظلال الليلية التي يخترقها بعض الشعاع، لو كنت في مزاجي، لحملت هاتفي و صورتها حالا، كي أضفي عليها البعض من سحر التطبيقات، لتصبح أجمل، لكنني في حالة غيبوبة، انا الآن حقا غائبة عن العالم، عيناي مغمضتان، كل ما أحس به، هو أصابع النسيم التي تعبث بأنفي، بقيت على تلك الحال ختى ألقى الفجر أولى تهليلاته على مسامعي، الى اللقاء يا شرفتي، لنا لقاء آخر،،،،،،،،، ♥
1 part