ابتسامة خائب، وجه ملطّخ بالحُزن! تلعثُم بالكلمات، حروف متآكلة متلاصقة فيما بينها . يفتقد لقُبلة فتاته، يفتقد لعناقها الذي يُنسيه هموم العالم التي تداركت فوقَ كتِفيه، يحتاج إلى سماع سمفونيّة صوتها. يحتاج إليها. دمعة خائب مكسور مشوش، خَنقْت عينيّ اتجاهه. طأطأ رأسهُ قليلًا حين شعورهِ برؤيتي له، تمْلملَ قليلًا نحو اليمين تارةً، واليسار تارةً أُخرى، انشغلَ بقراءة الجريدة خلفَ تساقط دموعه في قلبه، بكى بحرقة لكن في داخله، حتمًا أنّه كانَ بكاءًا صامِتًا حارِقًا. ذلك الراديو اللعين لَمْ يطرُق بابًا للحزن في إنتقاء الأغاني إلّا بوجود ذلك الشاب، لا بُدَ أنّهُ يختنق هناك خلفَ بكاءه،خلفَ تلكَ الجريدة التي تحتوي على أخبار هذا الوطن الحزين. (قولوا لها أننّي لا زلتُ أهواها..مهما يطولُ النوى لا أنسى ذكراها). تصاعدت نظراتي هنا عندَ هذا المقطع الحزين نحوهُ،عندما بدأَ بمداعبة طفل صغير يبكي،بدأَ هُنا بالإنشغال بأيّ شيءٍ ليفقد تركيزه عَنْ حنجرة عبد الرحمن،حينَ غناءه لتلكَ الكلمات الباكيّة. ما كنتُ أُدركُ حجم البكاء القابع في قلبه،لَمْ تَكُن أُذني لتحتَمِل رجفة صوته،وتلكَ البحة المؤذية،حينما قالَ:أنزلني هُنا. رجفةُصوته كانت تصرخ،فضولي دفعني لملاحقة مشاعر ذلك الشاب،لا أُخفيكم سرًّا أنّه أدركَ ملاحقتي الفاشلة لَهْ. توقّفَ قليلًا لشراء باقة ورد، ذوقهُ جميل جدًّا، أخذَ الباقة وأخذَ يشمُّ الورود وردةً وردةً، بدا وكأنّهُ يُقبّلها قبلةَ الوداع. تلكَ الباقة كانت لمحبوبته، كانت لوطنه وعناقه وملجأه، كانت تلكَ الباقة لروحه. التفتَ لي، وأخبرني:لَمْ أعي أنَّ ملامحي الفظّة ستُثير فضولك لهذهِ الدرجة، محبوبتي زُفّت لغيري. وضعَ تلكَ الباقة في يدي وأخبرني(قولي لها أننّي لازلتُ أهواها). ملك. بوكادة.. 💛☝All Rights Reserved
1 part