في كثيرٍ من الأحيان نفني أرواحنا في سبيل نسيان الماضي, أو تَناسيه عن طريق الهرب منه. وهذا في الغالب ما يسبّب ضياعنا في حاضرنا حتى المستقبل. فأصغر تفاصيل ماضينا تُشَكّل أكبرها في حاضرنا، فأنا أرى أنّ الماضي ليس متصلاً بالحاضر، بل مُتَمَركزاً داخله، كَـ لُبِّ ثَمَرة أو هيكلِ إنسان، لا يمكن أن نكمل حياتنا إن بُتِر، لكن إن كان مريضاً فما علينا إلّا أن نفهم مصدر الألم فيه و صرف المحاولات في معالجته بهدوء أو التعايش معه.. تماماً كعامر و سلام، فأرواحهما تحاول ان تتعايش مع الماضي، و هم يجاهدوا بكلّ ما أوتوا من قوّة بأن يحظوا بحياةً هادئة، لا أحداثَ فيها، ولا مشاعر قاسية، كلّ وحيد في طريقه..