بعينين هلعتين راقبت الباب يُفتح ويطل من وراءه مالك، فأجفلت وإنتفضت واقفة برعدة أقشعر لها بدنها، وهي تراه يغلق الباب، فلاذت به قائلة بلهفة: _يحيى أخويا فين؟! وكررت سؤالها عدت مرات، عندما لم تتلقَّ ردًا، بينما أطرق مالك برأسه، وفي عينيه لمعة دمع حزينة، فصاحت فرحة هائجة: _يحيى فين يا مالك عملت فيه إيه؟ وسكتت لهنيهة، ثم أردفت تقول بصوت ميت: _حصل له إيه؟ فأجابها مالك بكلمة واحدة مميتة، وهو يرفع عينيه إلى عينيها: _مات. وتراجعت فرحة وقد اتسعت أعينها حتى بلغتا الذروة، وهزت رأسها نفيًا بعدم تصديق، ثم ضحكت قائلة والدموع تهوى هويًا على وجهها: _مين إللي مات؟ وتلاشت ضحكتها، ثم هتفت بجنون: _يحيى مستحيل يموت ده تقتل أيوة أنت قتلته، قتلت أخويا حبيبي، اللي ضحى بسعادته وحياته عشاني وعشان حمايتي. ثم سكتت ونظرت إليه بعينين خاويتين، وقالت بعذابٍ واصب: _ودلوقتي مين هيحميني منك؟ ولم ينبس مالك، كانت كلماتها كفيلة لكي تصيبه بالخرص، رغم ضجيج قلبه الذي ينبض بالألم. لم ينتبه مالك إلى فرحة التي أندفعت داخل المطبخ، ولم تلبث أن خرجت راكضة وفي يدها سكينًا، وقبل أن يستوعب أو تبدر منه اي بادرة، كانت فرحة تهوى بالسكينة على صدره. موعدنا يوم الجمعة الساعة السابعة مساءً بإذن الله تعالى مع اولى حلقات رواية (ملحمة الحب واAll Rights Reserved