عندما ننسى أنفسنا ونكرس حياتنا لآخرين، هنا نضيع بلا رجعة لأننا عندما نفيق نجد أننا فقدنا هويتنا وضاعت منا أحلامنا. في هذا الوقت نندم على فاتنا في رحاب الآخرين؛ خاصة إذا لم يشعروا بنا وبما نقوم به من أجلهم. فتبًا لهم وتبا لنا. سحقا لكل من أساء لقلب أهديناه لهم، وسحقا لكل من لم يقدر ما أعطيناه لهم من حب. ولكن بعد كل ذلك لن نجد أنفسنا، سنجدها تاهت منا -كما تاهت الأحلام والغايات. فيا ترى هل يمكن أن نجدها بعد ذلك، أم تراها تكون ضاعت منا إلى الأبد؟! لماذا نشعر دائما أننا فقدنا أنفسنا وهويتنا بعد فوات الآوان؟ ولكن هل حقا فات الأوان على أن نجدها؟! حتى الآن لا أعرف ذلك، أحاول أن أستكشف نفسي في غياهب الجب التي أحيا بها، أحاول أن أعرف هل فات أوان استكشافي لذاتي أم أنني قررت ذلك بعد فوات الآوان؟ أنا المتمردة على أوضاعي، أنا المتمردة على حياتي، أنا المتمردة على كل شيء، أنا زهرة عبد الخالق. لقد قررت أن أجد طريقي الذي أقرره لذاتي، وأحيا الحياة التي أحبها -دون قيود أو شروط، ودون موافقة أو إذن غيري. لقد انتهى وقت التبعية، لن أكون تابعا لأحد، فقد سأكون نفسي.
9 parts