في منتصف الليل .. انسابت السحب لتدثر السماء بقطنها الفضي اللامع تحت أعين القمر ..
وكأنها تساعد (رائد) على شق الحديقة المحرمة عليه ليصل إلى شرفة غرفتها لاهثا .. سعيدا .. يرشف الشوق ويقاوم الضجيج الصاخب لدقات قلبه التي شعر أن العالم أجمع كان يسمعها ..
كان متعبا قد انكه الجري تحت ستار الليل .. واهنا يتأوه بصوت مسموع شوقا لرؤيتها ..
إرتفع صوته الهامس ليناديها جذلا : شدا .. شدا
صوته الرخيم جعل قلبها الرقيق يخفق طربا .. أتى أخيرا كما وعد .. أم أنه الحلم الذي يدغدغ أفكارها ككل يوم ..
إمتدت يديها لترجع خصلاتها الحريريه المنسابة على عيناها بكسل لتعكس المرآة وجهها الجميل .. قد عاث فيه الفرح الممتزج باللهفة والإضطراب ..
اقتربت من النافذة لتفتح زجاجها الذي يطل على حديقة منزلها الفسيحة ..
واعتلت ملامحها شوق عارم وفرحة لاتوصف عندما وقعت عيناها الواسعتان على عينيه الحنونتين ..
لفظ اسمها كما تحب .. بنظراته المثقلة بالوله : شدا ...
فتح ذراعيه لها كما تمنى دائما .. فقط أراد أن يضعها بين ثنايا أحضانه الواهنة ..
رأت ذراعيه ممددتان نحوها .. دعوة مغرية لم تستطع مقاومتها ..
فرفعت تنورتها الطويلة استعدادا للوثب