مع شروق شمس الصباح ينحدر الدوري من جهة إلى وصيفتها حاملاً معه لحنه الشجي من زقاق إلى أخر ينساب صوت فيروز ليعانق رائحة الياسمين و تتمازج أغانيها بضجة الصباح .ينطلق السائقون إلى ما وراء دفة القيادة و تمتلئ الشوارع بطلاب المدارس و أصحاب الأعمال..تتدلى الزهور من فوق جدران البيوت يحتدم الزحام شيئ فشئياً.. يختار العشاق أزقة اللقاء ليقروا تحية الصباح بطريقتهم ..تحتظن أشعة الشمس جبل قاسيون و تبدأ نسمات الربيع بتقبيل الشام فتشرع الحرارة بالارتفاع بينهما تزرق السماء خجلاً من الموقف و تغار يمامات الأموي من أمها فتنثر في أجواء العاصمة المودة و الحب في الحارات والمدارس و تحت الجسور و في الحدائق ..ينمو العشق بين الجامع و الكنيسة على غفلة الزمان و ناسه وتتعالى الأخلاق و تسمو الطيبة لتتحول إلى أسمى ما تحمله قلوبنا الصغيرة..تبدأ ست البيت بأعمالها المنزلية, ولا تكاد تنتهي حتى يتوجب عليها جلب الخضار اللازمة لوجبة الغداء ..تكد و تجد طوال النهار حتى تتمتع العائلة بقدومها ببيت أنيق و وجبة فاخرة على بساطة مكوناتها ..عند الساعة الرابعة عصراً تجتمع العائلة على الغداء ويتبادلون الأحاديث ..ثم يتوزعون في المنزل منهم منهك فيأخذ قيلولة و منهم من يشاهد التلفاز و منهم من يشرب القهوة ويسقي ورود الشرفة و الصغار ينطلقونAll Rights Reserved