مرّ علي وقت و أنا هنا أمشي ككيان فقط دون روح حيث كل شيء يتماثل في الشكل و الصوت...يمكن وصف الأمر كأنك تقف وسط صورة بفيلتر الضباب لا يمكنك حتى أن ترى نفسك و حتى و إن رأيتها على زجاج المحلات فذاك ليس إلا جسم لا يمكنك التعرف عليه و وجه شخص لا تعرفه، تلك اللحظة عندما تتحدث مع نفسك و تشعر بالخجل منها...أفكار سوداوية تحبطك...كيف يمكنك مواجهة كل هذا؟ كيف يمكنني مواجهة كل هذا؟ فقط كي أنسى و لكي أهرب من نفسي مشيت و شيطاني إلى أعماله..أعمالي أنا كي أكسب قوت يومي في بلاد غريبة عني...حيث كنت أظن أني سأنجو بمفردي و بمعلوماتي الكثيرة التي سرعان ما تبين لي أني لا أعرف شيئا، حتى الآن لم أعرف كيف وصلت إلى هنا، إلى هذا الموصل، هنا أنا لا شيء مجرد جسد يطفو من سرير إلى آخر و من يد لأخرى، هنا فقدت آخر ذرة من نفسي، نفسي التي أشتاقها فور انتهاء نوبة عملي.All Rights Reserved