ظلم الأسر.... وفرحة الحرية

صحيت متل كل يوم الساعة سبعة الصبح على صوت إمي وريحة الخبز المحمص  بنفطر وبروح على الشغل ، كان مروان أخويا إجازة بالمدرسة فقرر يشتغل معي بالفترة هاي، أدوبنا خلصنا فطور سمعنا صوت الجيران صوتهم عالي فكرنا مشكلة ، بس الصوت صار أعلى ومش بالعادة يطلع صوتهم..

طلعنا كلنا على الشارع كان مجموعة من جنود الإحتلال بشدوا بإبن جيرانا بدهم يعتقلوه صرنا ندافع عنه ونسحبو من إيديهم لكن على الفاضي كانوا أكتر من واحد ومعهم أسلحة يعني أي حركة زيادة بطخوا ما بفرق عندهم إشي وواحد منهم زقني على الارض ومشي.

رحنا على الشغل لكن صوت إمه عالق براسي طول الوقت صراخها ودموعها ما غابو دقيقة عن مخيلتي وبما إنو الوحيد عندها كان الإشي أصعب بكتير عليها، ما مشي من الوقت أكتر من ساعتين كانت سيارة الإحتلال واقفة على باب شغلي سحبوني وسحبوا أخويا من غير أي مبرر.

بعد ساعة وإحنا بغرفة متر بمتر ومربطين رجلينا و فهاش ولا شباك ولا منفس إجا الضابط يحقق معي، ليش بتدافعوا عن إبن جيرانكم بهيك حالة إنتو بتتحاكموا ضليت أشرح إلو عن الأسباب لكن ما كان يعطيني مجال أتكلم، غير الإهانة والشتايم والتعذيب النفسي قبل الجسدي.

بعد  ساعة ونصف من التحقيق  إجا ضابط ثاني حكالنا  "من صدمة الخبر إنو إعتقالكم إمكم إنجلطت وتوفت بسرعة" ،
كان الخبر  أكبر صدمة ناخدها فقدنا الوالدة كيف ولسا بعد  صغيرة وصرنا نحمل حالنا الذنب والندم، لكن الإحتلال إستمر بالتعذيب النفسي وصاروا يشغلوا أغاني عن الأم لنتعذب أكثر ما كان بقلبهم شوية رحمة.

كانت الفترة إلي إنحبسنا فيها أقصى وأصعب أيام حياتنا وبعد شهرين من الإعتقال بعتونا على المحكمة لنتحاكم بالقضية تعتنا إلي هيا أصلا "ليش ندافع على إبن الجيران" ، وكانت الصدمة بنفس الوقت فرحة ما بعرف كيف أسميها، دخلنا من باب المحكمة أول إشي إطلعت عليه هو وجهة أبويا بس إتفاجئنا بوجود إمي قاعدة بالكرسي إلي جنبو ،

"   كيف هاي إمي ماش توفت!..."
قلت يمكن تهيئات بعقلي آثار التعذيب ، لكن طلعت جد إمي كانوا عاملين هاي القصة علينا حتى يأثروا علينا ويزيدوا الضغط.

أول ما شفتها كان نفسي أحضنها أبوس راسها ورجليها ، ما أصعب الفقد إلي عشنا  طول الشهرين ، كنت بس بدي أقولها أدعيلي أو هاتي بس إيدك أشمها  لكن  كان ممنوع الحكي ،
   الحمدلله أفرجوا عنا مع دفع غرامة مالية وتوقيع على تعهد ما نرجع لهيك مواقف و نعمل مشاكل.