غلت الدماء بعروقي، لم يحاول أحد أبدا تخليصها منه بل كانوا يهللون له ويسخرون من صراخها ورعبها، التفت وقررت تخليصها منه ولكني وجدت يدا تحكم قبضتها حول معصمي، حاولت تبين من صاحب هذه اليد في ذلك الظلام الحالك الذي لا يكسر حدته سوى عدة مشاعل نارية بعيدة عن هنا، وجدته ذلك الهندي الذي كان يرمقني بنظراته الغريبة طوال الطريق، حاولت نزع يدي من قبضته ولكنني وجدته يسحبني إلى الأسفل وأسقطني أرضا وأحكم قبضتيه حول كل من ذراعي، ثم صاح أحد الجنود بالفلاحين المستيقظين وانهالوا عليهم بسياطهم ثم أغلقوا باب الحظيرة وخرجوا من جديد لمشاهدة الفتاه البائسة في الخارج.
نفضت ذلك البلاء عني وصحت به بألا يلمسني مرة أخرى، تركني ثم نطق بإنجليزية ركيكة للغاية بالكاد استوعبتها" لا تفعلها"
أبعدته عني واتجهت نحو الباب ولكنه جذبني مرة أخرى وقال مشددا على كلامه بنفس الإنجليزية الركيكة" سوف تمد ديدان الأرض بوجبة إضافية لا أكثر" وأنزلني بالقوة إلى الأرض مرة أخرى، هدأت فورة غضبي وانتبهت إلى كم الرجال المسلحين الهائل بالخارج وأنني لن أصل أبدا إليها، حتى وإن فعلت بفضل معجزة ما إذا تلقيت لكمة واحدة من ذلك الثور سوف ينتهي أمري، فزعيم المافيا هذا كان ضخما للغاية لدرجة أنني لم أرى أحدا بمثل هذه الضخامة أو هذا الطول من قبل في حياتي