وها هو لم يتوقَّف واستمر بالتغزل بِجميع مَن تمرُّ في هَذا الطريق لِكونهِ الطريق الذِي يؤدِّي الى البِئر، فقرَّرت أخيرا أن تفتح باب منزِلها الحديدي المليء بالصدأ، لتراه أمام أعيُنِها لكون منزلِهِ الطيني يقابِل منزلها الطيني.. قالت له بغضب ما بعد طفحِ الكيل: -يكفيني همَّ رؤيتِك بِكلِّ الطرق، وتغزُّلكَ بِكلِّ من اقتَرب، فالتَنَم يا ذو الشنب الأخرق، يا أيها الشاعِر الغزلي الذي يصدَع رأسي حتَّى فِي لحظات مَنامِي. تبسَّم لها بِمكرٍ قائِلا: -وقد انتَظرتكِ يا أيَّتها المتحجِّرة لِتلقي الشتائِم على مسامِعِي فأنام هنيئا وبِلِذَة. -كَفاك مراوَغة، فجميعنا نَعلم بِكون الشتائِم ليسَت ما تنتظِرها، بَل ترغب أن تختم وضع بصمات حبِّك والغزل أمام جميع فتيات المنطِقة، ومِن ثمَّ لِتتفاخَر أمام العلن ما أنجزت مِن نذالتِكَ وحقارتِكَ. بداية- 6/2/2020 خميس ساعة 1:27