كم كان بي رؤوفا ؛ ما سألته الا واجاب ، وكان يقص علي القصص.. له عيناه نافذتان تطلان على عالم الحقائق ، فما اكثر ما حدثني عن عالم الروح ...ادركّ حقيقتها واحوالها ، فاوضح لي ما اوضح ، وكفاه انه يرى الحقيقة عيان او مشاهدة ، فيحدث عنها ، وكنت كلما جلست اليه اشعر بان روحي تحلق في عالم الصفاء ، فازداد حبا لله.
بدأت أجد نفسي في رحاب الله ، وفي حضرة النبي والائمة الاطهار من آله صلى الله عليه وسلم . فلا ارتكب خطيئة ولا اقترب من محرم ... يمسح بكفه على رأسي ، ويشع علي كمالاً من كماله .
يشاركني حزني ، ويحميني من الشرور التي تهاجم الروح ...وآن لي ان استعيد اللذائذ التي اقتطفتها روحي في اوراق هذا الكتاب ، فلعلني اتلذذ مرة اخرى ، ولعل ابواب الرحمة الالهية تنفتح امامي ، ولعلكم يا قرائي الكرام تنتفعون بتجربتي ، وتكون لكم زادا في طريق الكمال ، وعندها تجلسون كما جلست بين يدي استاذي ، وتنهلون من عمله .
من هذا الاستاذ ، واين هو ؟
لماذا تبحثون عنه وتسألون ؟
أليست غايتكم الانتهال من علمه واخلاقه وروحه ؟
_ها انا اكتب اليكم ، فان غاب عنكم شخصا شاخصا فكلماته بين ايديكم في هذا الكتاب .
بل افترضوا انه لا يوجد ثمة استاذ ، وانما اردت ان اضع امامكم حقائق روحية كبرى ، فاخترت لها هذه الطريقة ... فهل على هذا مؤاخذة ؟
لا اظن !