لسيجارته حكاية ..فهو لا ينفك يشعلها في كل نصف ساعه من يومه ..يحرص على ان يخرج الالم من عمق رئتاه بدخانها الشفاف الابيض ..بينما يعتقد انها حينما تلامس شفتاه تنقض على اوهامه و تعقيدات حياته ..لكنها لم تكن كذلك كانت مجرد سيجارة ..كما آي مدمن سجائر يضع سيجارته ويتنهد ليبدأ بالتكلم وهي تتحرك بين لسانه واسنانه لكنه يسيطر على وضعها بين فكيه دون ان ترتخي او تقع ..وبين شهيقه وزفير دخانها يقص الكثير من الحكايا .. لكنه مختلف عنهم كثيرا (مدمني السجائر) ..هو غامض معتم ..يتوقف كل شيء عند وضع سيجارته بين شفتيه ..يتوقف عن الكلام ..يتوقف عن فعل كل شيء ..وان كان جالسآ في احدى الحفلات يرتكن ويختبأ معها يخبر اصدقاءه المتهالكين بالسعاده ..:لحظة من فضلكم سأشرب سيجارتي واعود ..ثم لا بأس لاحد منهم ان ينتظر ان وجوده في الحفل مهم للغايه وجوده بين قناديل السعاده الكاذبه في حفل مقنع ..الكل فيه سعداء ولكنهم يحملون في صدورهم آبارآ من الاسرار لا تملأها مياه المطر فالجو في الداخل معتم قاسي السحاب فيه يمطر دما قاتمآ انهم ينزفون ..ولكنهم يتقنون دور السعادة ..يجلس في سكون يوقدها يتوقف العالم ..لايسمع شيئآ الان انه يستمع الى شهيق السعاده منها فقط وزفير الالم الذي يتلاقفه دخانها من ايسره ..انه يتمعن بدخانها ويبتسم ..يتمعن طويلآ ويشعر بالنصرAll Rights Reserved