في هذه الحياة، التي تعيشها بكل لحظاتها المتقلبة.. كل يوم تعبر نهر العلم وتسلم على نهر المنية يوما آخر.. قد تغرق في مستنقع الجهل، أعمى ولن يردك أحدهم بصيرا.. قد توهب شخصا يرميك في البحر فيرديك غريقا.. أمانيك البسيطة في إيجاد أنامل تنتشلك من برودة الضياع.. قطرات مالحة تتسلل عبر رئتيك فأنى لك العيش عميقا وأنت خلقت وسيطا.. لا حرية في المياه أو السماء، تسير أرضا فكيف تتكبر وأنت بين المخلوقات بسيطا؟ مقيد منساق في مخطط شيطان وتظن أن وساوسه كانت سبيلا؟ متى تدرك أن العبودية للعبد كانت وستكون وباءَ؟ أرسم السلام ودندن تهويدة أمك للنعومة كانت نعمة وحنانا.. أعرف أن هذا التطير والتطرف لن يجعلك تخرق الأرض أو تبلغ الجبال طولا.. فكر في ميتتك فكيف ترضى العار وأنت كنت معيار الكرامة.. والوسطية لحل والكتمان لظلم إن الحياة قد سُلبت ممن ظن أنه خلق ليعيش وحيدا.. بني الأشقر لا تمت إلا عزيزا كريما، باعد عن الكبر وأرفض الذل فالحياة خُيِّرت فيها.. حملت العتاد و دفعت الأثمان ولا تنسى.. رحلة الألف ميل تبدأ دوما بخطوة..