في هذا العالم السادي، حيث تبدو الإنسانية مجرّد وهم هش، تقبع قصص لم تروَ بعد، وأسرار تُدفن في زوايا مظلمة كأنها وصايا لا تُنسى. شخصيات تتقاذفها رياح الرغبة الجامحة، رغبات تدفعهم إلى حدود الجنون؛ شهوة القوة، وسُكْر الهيمنة، وسراب الحب المراوغ. تتقدم هذه الشخصيات في هذا المشهد القاسي، كل منهم ماضٍ في طريقه دون أن يدري ما يكمن خلف المنعطف التالي: ربما فرصة، أو ربما سقوط لا عودة منه. تبدأ الرحلة برغبات متأججة، أحلام تتراقص أمامهم كأوهام، تزين لهم السعي نحوها دون اعتبار للعواقب. كل خطوة تقرّبهم من واقع مرير، وأبواب مظلمة تُفتح لهم، حيث يقف هناك الاستغلال جاثماً كوحش ينهش فيهم بلا رحمة، يلتهم أرواحهم ويشوّه قلوبهم. تتوالى عليهم الخيانات؛ طعنات تأتي من أولئك الذين ظنّوا أنهم الحلفاء، الأصدقاء، الأحبة. في هذا العالم، لا شيء كما يبدو، والابتسامات تخفي وراءها أنياباً مسمومة. وبينما يصطدمون بواقعهم المخيف، تتباين مصائرهم. بعضهم يستجمع ما تبقى من قوته، يكافح، يُصارع، ويتعلم أن يتقن القسوة كي يبقى على قيد الحياة. هؤلاء قلة يخرجون فائزين، لا لأنهم نالوا ما يريدون، بل لأنهم خرجوا أحياء في هذا العالم الوحشي. أما الآخرون، الكثيرون منهم، فيسقطون إلى الأبد، غارقين في وحل خيباتهم، أسرى لعذابات لا نهايةAll Rights Reserved