الحُب لا يأتي اليك الا وانتَ فارغٌ منه, متجاهلاً اياه، غير راغب التفكير فيه.
ثم يسكنك..
يزاحمك..
يقيدك..
يفعل بك ما يفعل المرض بالجسد، يهشم روحك شيئاً فشيئاً، حتى تصبح نصفُ مُمتلئ، بروحٍ مُهشمة، لا يُعيد اليها قطعها المفقودة سِوى وجود نِصفُها الآخر.
اما عن تلك الاساطير التي نسمعها عن قصص الحب فالجميع يعلم ان أجملها هي التي لا تكتمل تفاصيلها.
اما تلك التي نعيشها بأدق ما فيها فأنها تُشتتنا مسببة ضجيج مزعج لقلوبنا، تخلق شعور جديد يدعى ألم الفراق. ما هو اشد واسوء من المسمى بمرض الحب،
هو يستمر بالحفر في اعماقنا الى ان يصل هذا الازعاج الى عقولنا، ويستحوذ ببساطة على ذكرياتنا.
نعيش الذكريات وكأننا لم نعش في حياتنا سوى تلك الفترة المؤلمة، كأننا لم نعش ولا لحظة سعيدة قط.
وهل استمراري في تسمية هذا الشعور حباً لهو ضرب من الجنون!