صدق من قال "اختار الجار قبل الدار" فحقًا الجار يمكن ان يجعل من مكانك مأوى للراحة والسكن أو يحوله إلى حفرة من الجحيم الذي ينغص حياتك ويجعلها مليئة بالرعب والقلق إن قصتي تعبر عن مدى تأثير جارتنا على حياتي ومن بعدي على حيات جميع من سكن في عمارتنا، فأنا اسماء وأسكن في عمارة ممتازة في مكان جيد يبلغ ارتفاع العمارة سبعة، طوابق أنا وأسرتي نسكن الطابق الثالث وتتكون أسرتي مني وامي وأبي وأختي، أما الطابق الأول فتسكن به امرأة مسنة تعيش بمفردها إذ رحل أبنائها ولم يعودوها، كما أن جميع السكان وجميع أهل الشارع يبتعدون عنها نظرًا للسمعة التي تنتشر عن كونها سحارة وتتصل بالجان. كانت أيامنا تمر عادية حتى كان هذا اليوم عندما بدأ الجميع يشم تلك الرائحة العفنة التي تملئ الطابق الأول من العمارة وهي رائحة لا تطاق لذا فقد قرر السكان التوجه إلى الشقة لتبين الأمر، وبالفعل توجه الناس ودقوا الباب ولكن ليس من مجيب وهنا بقي الرجال وابتعدت النساء والأطفال وقاموا بكسر الباب ويا لهول ما رأوا إنها العجوز كلا إنها رأسها فقط معلقة في سقف المكان وقد غرز بها سيخ حديدي وتخرج منها مادة لزجة ذات لون اخضر وبالبحث وجدوا جثمانها في الحمام والحشرات تأكلها. كنت انا الوحيدة بخلاف الرجال الذين كسروا الباب من رأى ذلك ومنذ ذلك اليومAll Rights Reserved