. كانت تلك الفتاة تركض بشكل راقص فوق الخشبة ، تارة تقفز و تارة أخرى تسقط ، وكأن خشبة المسرح قد حطمت تمامآ و لا تصلح للرقص ، كانت تحرك أطراف أصابعها على الأرض كأن الزجاج يتناثر على الأرضية ، فقط لمحاكات نوتات البيانو .... -- كانت الأجمل إطلاقا -- ارتدت كثيرا من الأحمر و شيئآ من الأسود ، لبرهة تتأكد أنهما لونان مستلخصان من القسوة ، لكن بدى أنها تستمتع فقد نسيت وجود جمهور و لجنة ، عمال تقنيين وأيضا نسيت وجودي . أنا . - كاتبها المفضل - اعتزلت الرقص مند زمن طويل واقسمت أن لا تعاوده ، أقسمت أنها لن تتمايل على أطراف أصابعها مجددآ ، لن تراقصه إلآ حينما يدق منتصف الليل ، فإن لها مواعيد مع الموسيقى ترتسم في خيالها خشبة المسرح ، وتصنع من أكاذيب كثير .... حقيقة . بيضاء بثوب أحمر ووشاح فروي أسود تعاند الموسيقى وتلهب دماء عروقها حتى تجمد تدوس الأشواك و الزجاج و تستمتع بالألم ، يائسة الإيقاع تبكي و تبتسم ، تحيى و تحتضر ، الملاك الذي بداخله ألف صراع ساحة بتفكيرها ولا تستيقظ إلا بدمعة باردة على الخد تعانق وسادتها قبل النوم لتفيق و الوسادة فارقتها بعيدا عن اليد تكتفي بمقاتلة كبريائها ليلا و مخاطبة ضميرها صباحا و عدته انها لن تكتفي حتى تنتقم ولو أن هذا سيزيدها جراحا شقراء في منتصف الليل ، على ضوء البدر ترقص شقراء اعتادت الخيبات وورودها أو شكت أن تيبس اعتدت السهر اراقبها من نافذة غرفتها ، في منتصف الليل تتمايل بين أربعة جدران و تكتفي بترديد " نعم انا بخير " أخبريهم أن راقصت منتصف الليل تتألم .. أخبريهم أنها لا تنتمي إلى قلعة الأحزان ومع دالك تتأقلم فقط أخبريهم شيئا ما ، مللت مراقبتك تنحنين لمن يؤديك أخبريهم وإلا فعلت وارقصي في جنازتك ربما اتي لأعزيك .. يا راقصة منتصف الليل ...All Rights Reserved