غريبان هما الشتاء والليل ...
غريبان كيف يكشفان لنا مشاعرنا عارية أمام انفسنا ...
كيف للشتاء أن يجعل الحنين وحده معطفنا حتى
ندفأ... و كيف لليل أن يجعل من الذكريات نورنا
الوحيد ...
كيف يعودان بنا لسُبل قطعناها ... ويفتحان لنا أبواباً
أغلقناها ...
كيف لمقطعٍ صغير من أي اغنية اعتدنا سماعها طوال
الصيف و طوال النهار ...
أن تقلب موازين القلوب اذا ما مرت على مسامعنا ...
شتاءً ..او ليلاً
كيف لمعانيها أن تتغير ؟!
لتحيي داخلنا كل ذكرى ظنناها قد ماتت ... لتُيقظ
مشاعر أجبرناها على النوم ...
كيف لصوت أنفاسنا أن يُصبح فيهما ... معزوفه تقودنا
لأماكن هربنا منها... أغمضنا قلوبنا عنها ... وصددنا
أبواب التفكير فيها ...
كيف لهما أن يزيلا جميع العقبات أمام أناملنا ... لنجرء
على فتح محادثة دثرتها الأيام... و نرسل ...
أحبك ... اشتقتك ...
تذكرتك ...
الليل و الشتاء وحدهما قادران على قلب
الموازين ...على اعادة الفتنه لعناقٍ قديم ... لمحادثة
كانت تعتلينا فوق السُحب ...للمسه يد كانت
الأنقى ...لنظره في جوٍ باردٍ ومُعتم انبعثت منها نور و
حرارة الدنيا...
وحدهما الشتاء والليل يمنحاننا الجرأة و يعودان بنا لكل
هذا ودون أي تفسير