وكم رأينا خلال العقود الماضية من أدعياء لإقامة الدين وطلاب كاذبين للخلافة الإسلامية كفّروا الحاكمين بغير ما أنزل الله تعالى وحرّضوا الشباب على معاداتهم وقتالهم، فبذلوا أرواحهم وأموالهم وأمْن أسَهم وسنين شبابهم صادقين مخلصين في نصرة الإسلام، وهم يحسبون قادتهم صادقين في دعواهم ثابتين على منهجهم، وصاروا بين قتيل وسجين وطريد وطعين، ثم فوجئوا بمن كان يدفعهم إلى الأمام يتراجع هو إلى الخلف بعد تحصيل بعض المكاسب والمنافع الحقيرة لنفسه أو لحزبه، زاعماً أن هذه المكاسب هي للدين والشريعة، لتنتهي عند ذلك قضية "الشريعة" في منهجه وخطابه إذ استنفذت غايتها وصارت حِمْلا ينبغي التخلص منه واستبداله بشعارات جديدة يمكن بواسطتها تحصيل منافع أخرى.All Rights Reserved