يبدو أنّ العدالة الإلاهية حاظرة منذ القِدم ونحن لا نلقي لها بالاً ،حين تتجلّى في قدرة الخالِق أن يوزّع على عباده حِصصهم بالتساوي بين الجمال والمال والحظ.. كمثال سريع في شارِع مظيئ وسط المدينة ترمقُ رجلاً بطوله و عرض أكتافه ولحيته الممشوطة وشعره المسدول على جبهته .. تقترب قليلا حيث يجذبكـ المعطف الأسود الكلاسيكي وسرواله المخطط وحذاءه اللاّمع وتدقّق أكثر في الملامح فترى خدّيه العامرتين و عيونه الخضراء وأنفه المنحوث ببراعة على وجهه الجميل.. خطأ.. خطأ فادح أن تحاول الإقتراب أكثر من هذا الحد .. ستفسد متعة ما شاهدته عينيكـ ومنذ اللحظة الأولى التي يتفوّه بها بكلمة.. حتّى وإن أغمضت طرفكـ عن عيوب الكلام فسيفضح الزمان طفوليّة عقله.. تفكير محدود بعقلية مراهقة بتفاهات المبتدئين بالعشرينيّات. هنا أسجد شاكراً للرّب على هذه العدالة .. أشكره على نعمة لم أكن أعلَم بقيمتها وأن نصيبي من الوسامة أخده ذاكـ العضو الصّغير تحت جمجمتي .. أعلم جيّداً أن هذا إبتلاء عظيم وخصوصاً حين تلاقيك الظروف بمن لا يحسنون النظر إلاّ لما ترتديه من ملابس فاخرة أو ساعات ذهبية أو سيّارة عالية، نكسَة الحكماء هي سوء الحظ وهو أفضع من نكسة الوسماء.. كما يشاع القول"الله يعطينا زهر الخايبات والخايبين لما ل