في ليالي هادئة جدا وموحشة والرياح تجلجل نوافذ بيتنا المتواضع كانت الظلمة حالكة والرفيق الوحيد بجانبي هاتفي الذي كان اقرب المقربين لقلبي صديقي الوحيد وحبيبي واخي ومؤنس وحدتي كانت ليلة عادية من تلك الليالي التي عشت فيها في الريف عشت معظم حياتي وحيدا رغم وجود اهلي بجانبي يعيشون معي في نفس البيت ولكن كنت اشعر دائما بالغربة حالي كحال اي شاب يفكر ماذا سيفعل بمستقبله لم تأتي فرصتي للخروج عن هذا العالم بعيدا كلما حاولت الخروج اجد صعوبة بالتأقلم مع العالم الخارجي فأعود الى ما بين تلك الجدران لأفكر من جديد والتزم سريري وهاتفي الكتابة والخواطر والمحادثات والالعاب والمسلسلات عبر الانترنيت كانت تلك هي كل الاشياء التي اقضي يومي بالكامل اتنقل بينها تارة وتارة اخرى اشعر من داخلي بالفراغ الوحده بالنقص هناك فتحه في صدري لا استطيع أن املي فراغها تجاهلت ذلك الشعور طويلا جدا لأني لا اريد ان أتألم اكثر وانا ابحث عن اشياء لن تحدث ربما كما اتخيل يوما ما بدأت اجد نفسي انجذب الى بعض الاصدقاء الافتراضيين كثيرا كانوا بعيدين كل البعد عندي فكريا وثقافيا وجوهريا وطائفيا لم تكن هناك اشياء تجمعنا سوى تلك المحادثات التي لا تنتهي عبر التطبيقات الافتراضية لم اكن اعرف عنهم سوى اسمائهم الوهمية وحساباتهم المزيفة وصورهAll Rights Reserved