يقولون أنّ الإغريق بنوا حضاراتهم و بنوا ثقافاتهم علي الأساطير التي كانوا يخلقونها لأنفسهم .. قال طارق بنبرته الساخرة ..
ردت سارة بعدما رشفت مشروبها الساخن و أقعدته علي الطاولة , بصوتٍ حكيمٍ ناظرة لطارق مقابلها : لم تكن أساطير حينها , كانت أشبه بالحقيقة , بل كانت جل حقيقة لهم حينها , لا تعتبر زيوس أو هادس و حكايات الأوديسا و أبطال طروادة أساطير , ففي هذا الزمان كان كل هذا حقيقة لأهل اليونان , كانت الآلهة تُعتبر هي القوي الحاكمة للكوكب في هذا الوقت...
لقد كان زيوس زير نساء .. قاطع أحمد ساخراً و هو يلج باب الغرفة ثم أتبع عند إقترابه من الطاولة .. و كان هادس حاكماً لعالم الظالم , أظن أن هادس يروقني أكثر من زيوس , ففيه بعض الكاريزما التي تدعوني لإعتناق هذا المذهب ..
مذهب الشر ! .. قالت سارة معلقة ..
لا بل مذهب الفوضي و الظلام .. رد أحمد ثم أتبع مُحدثاً سارة .. أحب كل ما هو فوضوي و باعث للخراب..
البداية كانت في عالمٍ آخر...!
وكانت تلك أوّل خديعةٍ فقط..!
سبعُ ممالكَ كُبرى...وسبعُ أجناسٍ مختلفة..!
وبالنسبة لها، عائلةٌ دافئة كانت تغنيها عن العالم بأسره..!
وكان ذلك حلمها الوحيد..!
أمّا هو...! وريثُ عرشِ أعظم مملكة..!
حلمه الوحيد كان حماية من يحب..!
عائلته ومملكته وشعبه..!
وكان للقدر رأيٌّ آخر..!
كلاهما كان بيدقاً بين أنامل هذا العالم الجشع الذي سعى لسحقهما بلا رحمة فقط لأنّهما امتلكا قوّةً مدمّرة..!
لا أحد يولدُ شريراً، ولا أحد يولدُ وحشاً..!
ومن رحم الظّلم والقسوة ولدَ ملكا الرّماد..!
كانا النقيض دوماً، إن كان هو ملاكاً فهي شيطانة..! وإن كان هو آثماً فهي نقيّة..!
قدرهما أن يكونا أعداء دوماً..!
لا يُسمح لهما أن يكونا غير ذلك..!
لأنّ ذلك العالم يرى أنّ تحالفهما...كارثةٌ تهدّدُ بالفناء..!
بدأ النشر 12/11/2022