أنا لست من تلك الفتيات اللواتي يأسرن الأنظار بجمالهن الباهر، ولا من أولئك اللواتي تستدير الرؤوس لرؤيتهن. أمتلك جمالاً بسيطاً، هادئاً، لا يصرخ في حضور الآخرين ولا يلفت الأنظار بسطوة مبهرجة. ومع ذلك، أؤمن بأنني أملك جمالاً فريداً، جمالاً نادراً من نوع خاص جداً، لا يُدرك إلا من كان حاذقاً بما يكفي لاكتشافه.
إنه ذلك الجمال الذي لا يُرى بالعين المجردة، جمالٌ يتجذر في أعماق الروح ونقاء السريرة، يشرق من صفاء القلب، وسمو الأخلاق، وعلو الهمة. هو جمال الطيبة التي لا تعرف حدوداً، وأناقة الفكر التي تعكس اتزان العقل ورُقيه. هذا النوع من الجمال لا يسهل الوصول إليه، ولا يمكن إدراكه إلا لمن يمتلك بصيرة تتجاوز الظاهر وتغوص في عمق الكيان.
وما أعظمها من نعمة، أن يظل هذا الجمال خفياً عن أعين الفضوليين وعابرين السبيل. فكل ما هو ثمين ونفيس في هذا الكون لا يكون متاحاً للجميع، ولا يُظفر به إلا بعد مشقة وجهدٍ مضنٍ. إنه الجمال الذي يستحق أن يُكتشف، لا أن يُعرض، جمال يُخفيه القدر ليحميه من ابتذال العابرين، وليمنحه فقط لمن يستحق.
تتشابك أقدارنا ...
سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم
هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال
فلتكن حربا درعي فيها كبريائي ودرعك فيها قسوتك
ولنري ياعزيزي أي الدروع أصلب وأيهما أرق ..