•• هل جرَّبتَ يوماً ألَّا تكون أنتَ؟
هل شعرتَ بالضياع و التمزُّق الروحيِّ؟
هل تعرف شعور عدم القدرة على السيطرةِ على جسدك؟ أجل؛ جسدكَ أنت!! أحدهم يتلاعبُ بك كالدمية، لا قدرة لك على ضبطِ تصرُّفاتكَ و انفعالاتكَ، مشاعركَ ليستْ حكراً لإرادتكَ، لا تستطيع فهم نفسكَ مع أنَّها واضحةٌ، لديك شخصيَّتان؛ لستَ واحداً حقَّاً!! و ليس الأمر و كأنَّكَ شخصٌ مصطنعٌ يتلاعب بالآخرين، أنت فقط لا تستطيعُ أنْ تكون واحداً، أنت خاضعٌ لإرادةٍ أُخرى، "عقلان في جسدٍ واحدٍ" هكذا يمكننِي أن أختصر الأمر.
فقط تخيَّل معي.. شخصٌ خجولٌ متردِّدٌ يتحوَّلُ فجأةً إلى آخر شُجاعٍ مقدامٍ، ليعودَ بعد مُدَّةٍ إلى ذلك الخجول، تحوُّلاتٌ و تغيُّراتٌ جذريَّةٌ تجعلكَ تغرق في دوَّاماتٍ من الضياع، هل تعرف مقدار الألم النَّاجمَ عن ذلك؟! أجرَّبتَ قسوة أن ينادوكَ بالمريض النفسيِّ؟!
يوماً تلوَ يومٍ.. يزداد الشرخُ بينكَ و بين نفسكَ، و تكبرُ الفجوة بينك و بين عالم البشر، و تتقوقعُ على ذاتكَ أملاً في حمايتها من ألسنة البشر اللاذعة و نظراتهم القاتلة. ••