قصة (الغريب) .............. كل يوم ومع آذان الفجر تخرج مجموعه من النساء من بيوتهن متوجهات الى علوة بيع السمك في سوق السمك وهي مهنه أمتهننها منذ سنوات طويله وفي يوم شتائي بارد جدا خرجت أم غائب كما يلقبونها قبل أن ترزق بثلاث فتيات وكانت في دبر كل صلاة فجر حصرا تدعوا الله أن يرزقها بولد أخ للبنات الثلاث وكانت تطيل السجود متوسله برب العالمين أن يهب لها ولد لكن أمنيتها وطلبها لم تتم الموافقه عليه ولم تتحقق امنيتها وقطعت الأمل نهائيا بعد وفاة زوجها أبو غايب وكذلك وصولها سن اليأس ففقدت الأمل نهائيا واقتنعت برزقها بحصولها على ثلاث بنات وفي يوم شتائي بارد جدا وكعادتها خرجت أم غايب الى عملها في علوة السمك ودخلت السوق ولازال الظلام شديد الا من فوانيس وضعت على مقدمات محلات سوق الشيوخ وكذلك صوت صفارة الحارس الخفر وهو يكسر صمت الليل بصفارته لتفزع الكلاب باصواتها مرتعبه او محتجه لمن ينافسها في تجوالها الليلي ضوء الفوانيس تتلاعب به الريح البارده التي كانت كالسيوف بشدتها وهي تضرب الوجوه والاطراف توجهت أم غايب الى مكان عملها وأخذت تضع اعواد وقطع القماش التي تجلس تحتهن لتقي نفسها من حر شمس الصيف وبرد الشتاء والمطر جلست وحيده وهي تنتظر زميلاتها ثار أنتباهها صوت صادر بالقرب من جرف النهر تخيلته في البدايه صوت قط صغير او كأنه يشبه صوت جرو صغير تكرر الصوت مره ومرتين وأكثر نهضت أم غايب من مكانها بصعوبه وهي تشعر بالبرد الشديد يلفح وجهها وهي تقي نفسها بعباءة احمر لونها من الشمس وتمزقت اطرافها أقتربت من حافة النهر واذا تتفاجئ بلفافه من القماش وقد ثبتت بعصي من الجانبين ووضع تحته وسداده من البردي الناعم وكم كانت فرحة ام غايب كبيره يا اللهي هذا طفل !!! .... من شدة لهفتها لم تخاف ولم تتردد تلقفت الطفل بسرعه شديده وكأنها تعرفه ووضعته تحت عبائتها وقد رفعت يديها وكأنها تشكر الله أنه لم ينساها وحاشاه أن ينسى لكنها لمحت خيال من بعيد يترصد بها وهي حامله الطفل الى بيتها كانت كلما توقفت يتوقف الخيال حتى تركها الخيال بعد دخولها الدار وهي فرحه جدا وقامت تصيح لبناتها النيام انهضن فلانه فلانه فلانه تعالن تعالن بسرعه الم اقل لكم ان الله سيرزقني ولد وكم ترددت علي رؤيا في منامي بأني أحمل طفلا كالبدر هناك جزء اخر للقصه ............ حسن 22020/9/22