اعتصرت عينيها بقوةٍ مانعةً دموعها من الانهمار.. لم يكن من عادتها الانهزام، ولم يكن البكاء سبيلاً تتخذه عندما تجد نفسها في الحضيض.. لكن الذنب يعتصر فؤادها، والإثم الذي حملته يداها دون أن تدري أكبر من أن تداريه بالدموع.. الهزيمة المرّة التي تعيشها الآن أكبر من أن تتغلب عليها بالعزيمة وشيءٍ من الإرادة المصطنعة.. الذنب ذنبها، وستظل ما بقي لها من أيامٍ في هذه الدنيا تحمل الإثم على كتفيها وتحني جبينها ندماً وحسرةً على ما جرى.. من يعيدها لتلك اللحظة؟.. لو أنها عادت.... لو أنها فقط امتلكت سبيلاً للعودة.. لرضيت بأن تُدفن في ذلك المكان حيةً ولا ترتكب هذا الاثم من جديد.. لكن من أين لها بمعجزةٍ تعود بها قبل البداية.... قبل بداية النهاية..All Rights Reserved