"أسافر و في حقائبى ذكرياتى" غادة السمان في حقائب "النسيان" و ضعت ذكرياتى، أخدت أحملهم، الواحدة تلو الأخرى أمسح عنهم غبار الأيام، أقرئهم بحسرة ، أستذكرهم أحيانًا، أنسى التفاصيل ثم أحاول إسترجاعها بسرعة، أحيانٌ تخوننى ذاكرتى و أحيانا تناولنى فأطلع علي المَاضى الماضى! رتبتهم بطريقة منظمة قمتُ بفرزهم و وضعتهم حسب تاريخ الأحداث ، لأول مرة أبتسم بإشفاق قبل أن أتوه من جديد في دوامة الماضى،لم يتحرك لى طرف ظل قلبى ساكنا. أقفلت حقائبى بحذر ، و وضعتهم أمام باب منزلنا، أردتُ رميهم و لكن لم أفلح ظللت أنظر إليهم طويلا ، ثم عدتُ محملة بثقلهم رغم محاولتى لنسيانهم ، حاولت مجددًا إستقبالهم، أخرجتهم من حقائبى و بدأت ألوذ بهم ، إلى أين لا أعلم و لكن وجودهم يقلقنى و يثقلنى أما التجرد منهم فأمرٌ محال! الركون عندهم لا يجوز! أحسستْ أن التحسن أمرٌ مطلوب! هنالك فتحت رسائل الماضى و أقبلت لأراهم من جديد! هكذا قُلت في سريرتى هو المُضى! المضى لا بالركون عند الماضي بل بالإستفادة منه! طوقتهم كحزمة أو ككومة بغلافٍ جميل دونت عليه "لولا الماضى ما أكنت لأسير" ركنتهم في الرف الاخير في زاوية غرفتى!! حيث لابد لى من الإطلاع عليهم من وقتٍ لأخر! و كتبت في دفترى الجديد! الذكريات لا تعالج بالتجرد منها ، بل بالصفح عنها.All Rights Reserved
1 part