لماذا نحن البشر نعشق الممنوع ونتجاوز المباح.... لماذا انعدم الخوف داخلنا... ام إن الفضول أقوى من الخوف... لو انني توقفت عند تلك اللافتة التي تقول... هنا يتوقف البشر وهذا آخر حد لنا.... لكان الوضع مختلف الآن.... لماذا عندما يتعثر أحدنا بحجر ما..... نصطف جميعنا ونتسارع لكي نجرب هذا الشعور..... هل نحن قطيع من الخرفان لا نفقه شيئا.... أم إن هذا العقل يتوقف أحيانا.... صديقي أنا مجرد ناصح لك.... لا تقترب من هذا الباب..... لا يغرنك ألوانه الزاهية..... خلفه يقبع جحيم أحمر.... وهل تعلم الجسر الذي يوصلك إلى هذا الجحيم..... ومن غيرها.... هي فقط من تستطيع التلاعب بك وبنا وبهم.... انها مزيج من أشياء مضادة..... عندها فقط يجتمع الخير والشر.... الحب والكراهية.... الموت والحياة..... لكل منا زمانه ومكانه.... بيننا حدود مرسومة لا يجب تجاوزها......
قد نظنّ أن ما عشناه كان صدفة...
نعلّق أخطاءنا على حائط الأقدار، وننسب وجعنا للظروف العابرة، ثم نواصل المضيّ كأن شيئًا لم يكن.
لكن حين نتوقّف لحظة، وننظر خلف قلوبنا التي مرّ بها العابرون، ندرك أن كل حبٍّ سكننا، وكل ألمٍ جرحنا، لم يكن اعتباطًا.
الحياة لا تُلقي بنا في الحبّ عبثًا، ولا تكسرنا بلا مغزى.
هي تعرف كيف تُربّي الشعور، ثم تنتزعه ببطء، وتتركنا في العراء، نحمل بقايا الذكرى كما يحمل الغريب حقيبة لا وجهة لها.
في العمق، لسنا نُكسر لأننا ضعفاء، بل لأنّ فينا شيئًا يستحق الانحناء أمامه.
وإن كان الحبّ قد أزهر ثم ذوى، فذلك لأنه أُرسل إلينا لا ليبقى، بل ليُعلّمنا كيف يُزهر القلب حتى بعد الخراب.
لسنا إضافات في حياة الآخرين.
نحن أبطال خُلقنا لنحمل الحبّ وحدنا، ونتحمّل خسارته وحدنا، ونفهم - في قسوة الصمت - أن الوجع أيضًا رسالة،
وأنّ أجمل القصص... لا تنتهي بالسعادة، بل بالفهم