لم يعرف الحزن يوماً بوجودهم .. لم تهمّه يوماً مصاعب الحياة الكثيرة وآلامها فسدٌّ منيع شكّلوه بأجسادهم وكلماتهم وحبهم حال بينه وبين الألم والوجع .. عاش سعيداً هانئاً مُفتخراً بهم .. وعاشوا معه وحوله يقطفون ثمار السعادة ليُقدموها له بقلب أخوي مُحب حاني .. وجد نفسه فجأة قاتلاً .. خائناً ووحيداً ...! اختفى سوار الحب والحماية من حوله وانقلب حبهم لكره .. وحمايتهم لأذية .. وقلوبهم البيضاء الحانية اسودّت ومُلأت حقداً وانتقام .. وجعٌ كبير داخله وداخلهم .. وجع صنعوه بأيديهم .. وظلم ألقوه فوقه وجريمة ألصقوها به عنوة بكل قسوة .. فكيف إن سقط القناع وانقشع الضباب عن أعينهم ..؟ وكيف إن ظهرت الحقيقة وظهرت معها سوء أفعالهم وقسوتهم ..؟ كيف لما دُمّر أن يُعاد بنائه ؟ وكيف للثقة المهتوكة أن تعود وتتجدّد ؟ وكيف للحب والحنان المغلف بالقسوة يعود لطببعته وبرائته ؟ وكيف لقلب مليء بالظلم والأوجاع أن يُسامح ويغفر ؟All Rights Reserved