مقدمة رواية #الذكريات_الكاذبة_في_المذكرة_الوردية نافذةٌ تقِفُ أمامَها أُمي.. بفُستانِها الفضفاضِ المزركشِ الذي إعتدتُ على رؤيتهِ في الصور ، صوتُها الدافئ وهي تغني بعض الأغاني القديمة ، منهمكةٌ في إعداد الفطارِ لنا .. أخواتي الخمسة يجلسنّ على طاولةٍ خشبيةٍ واحدة ، يتناقشُون في صخبٍ عمن سيركبُ في المقعد الأمامي اليوم . أما أنا فجلستُ على الطاولة نفسها.. لأن لا مكان لي بينهم سمعتُ صوت أقدامِ أبي وهي تمشي على أرضية بيتنا الخشبية. ذهبنّ مسرعات نحوه .. وسبقتُهن أنا قفزت في حضنه كالغارق على طوقِ نجاته.. هُناك حيثُ أنتمي ، وقسوةُ العالمِ تنتهي ، هُناك حيثُ أجدُ لحافي ، حيثُ تترتب الكلمات وتُصنع القوافي ، حيثُ تزهِرُ الاشواك ، فقُل لي يا أبي أين ألقاك؟ كل شيء كان حقيقيًا في الحُلم ، إلا أنا ، لم أكنْ هناك لهذا إنتهى عِندما وجدتُ نفسي ، وأبيات شعري إنتهتْ هُناك أيضًا ، حَمِلتُ ما تبقى من فُتاتِ الخبزِ البارد ونهضتُ وكل شيء بداخلي كان قد وقع . والآن سأجرب أن أمشي من هذه الجهة لعلي أجدُ طريقي إلى الميتم . بقلم : #بنية_سوق_الجمعة