نيران
كان اليأس و التهور يملأ قلب نيران ، لذا في تلك الليلة ارتدت ثيابها السوداء و ذهبت الى ذاك العريق ، الى ذاك الذي يسمع انينها و يرفض مساعدتها ، الى ذاك الذي يرفض ان يطفأ نيرانها ، ذهبت الى ( دجلة) .
كانت تجلس فوق الرمال ، يفصلها عن المياه بضعة أشبار ، جلست تنظر اليه ، و تتأمله ، سألت نفسها ( هل لدى دجلة امنيات لم تستطع تحقيقها ؟ هل يا ترى حاربوا دجلة لانها زرقاء و صافية ؟ هل حرموها من ان تلتقي بحبيبها الفرات ؟ ) ثم وقفت تصرخ وكأنها تريد ان تُسكت الأفكار التي تتلاطم في عقلها ؛
نيران : اللعنة عليكم ... اللعنة على معتقداتكم و تقاليدكم ... اللعنة عليكم ... اللعنة على الايام التي عِشتها معكم ... ،
وقعت (نيران ) على الارض ، خارّةً تبكي بحرقة ، رفعت عينيها ، فوجدت امواج دجلة قد إستشاطتْ غضباً على ما يحدث للفتاةِ التي تتأملها ، وقفت (نيران ) بسرعة ، خلعت معطفها و حذاءها الأسودين ، رجعت خطواتٍ بسيطة ثم ركضت الى (دجلة) ، فإحتظنتها الأمواج ، أبت (دجلة ) ان تترك هذه الفتاة بدون حظن باردٍ منها ، لكنها ظلت محتظنتها حتى شعرت بأنفاس (نيران) تتضاءل ، لذا ألقتها على الرمال !
.............. يتبع