" لست الفاعلة، لم تكن أنا، لابد وأنك خلطت بيني وبين أخرى. أرجوك، أترك شعري، أنت تؤلمني. اتركني يا عزيزي"
" لست الفاعلة إذا" صنع ابتسامة صغيرة بزاوية فمه وأكمل " لا بأس، سأبحث عن هذه الفتاة. لابد وأنها احدى الخادمات"
اتسعت ابتسامة أكثر إذ لاحظ اتساع عينيها كرد فعل منها على ما قاله، فأكمل ضاغطا على كل كلمة " سوف أجعلها تندم وبشدة، فالخادمة التي تتنصت على سيدها تستحق أشد أنواع العقاب، اليس كذلك؟.. يا حبي"
ترك شعرها فجأة، فإذ بها تسقط على الأرض بعنف. دار على عقبيه قاصدا الباب ليخرج، لكنه توقف، فالتفت ليرى ما أعاقه.
كانت ماريا، ضيق عينيه إذ كانت محيطة ساقه بكلتا يديها معا ورأسها نحو الأسفل. ببطء رفعت رأسها نحوه وجسدها يرتعش بقوة " لا، ليست الفاعلة واحدة من الخدم. لقد كانت.. كانت أنا. أنا هي التي تنصتت عليك.. أنا من تستحق العقاب.. أنا هي الفاعلة.. وبدأت تنتحب صارخة، أنا هي من تستحق"