للغربة وخز يتجاوز كل الحواجز,و إن كانت غربة صبيٍ لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره في غرفته ذات السرير المزدوج ,فقدْ فقدَ ما لا يهون عليه فقده؛ فغدا وحيداً هالكاً في بحور الغربة الظلماء . فالغربة لوعة و جوعةٌ لوطن يحوي سماجاتك أو طيش نزقاتك .أو أخٌ يتفهم ترهاتك .و يتقبل تفاهاتك .فالغربة ضجيج الصمت ,و صمت الكلام , زحامه فراغ و خلوته زحام .فالوجوه في الغربة أشكال بلا ملامح , و الكلمات أصوات بلا معانيٍ.فالغربة افتقاد إلى أخٍ تكتمل بهِ كينونتك .أو شِجار يظهر شجاعتك, أو فقدان تفاصيل هيبةٍ كان لك أخاً يلون لوحتها. غبت يا أخي و بقيت ذكرياتك تحز الروح,و تنفخ في الفراغ الذي خلفته وراءك أبواق الحنين.
1 part